فضيلة تلاوة سورة «ق» :
يستفاد من الرّوايات الإسلامية أنّ النّبي كان يهتمّ اهتماما كبيرا بسورة «ق» حتّى أنّه كان يقرؤها في خطبة صلاة كلّ يوم جمعة(١) .
كما ورد في حديث آخر أنّه كان يقرؤها في كلّ عيد وجمعة(٢) وإنّما كان ذلك فلأنّ يومي الجمعة والعيد يومان يتيقّظ فيهما الناس وينتهبون ، وفيما تكون العودة إلى الفطرة الاولى ، والتوجّه إلى الله ويوم الحساب ، وحيث أنّ آيات هذه السورة تتحدّث عن مسائل المعاد والموت وحوادث يوم القيامة وأنّ لاسلوبها تأثيرا بالغا في إيقاظ الناس من الغفلة وتربيتهم ، لذلك كانت موضع اهتمام النّبيصلىاللهعليهوسلم .
وقد ورد في بعض أحاديث النّبيصلىاللهعليهوسلم أنّه قال : «من قرأ سورة (ق) هوّن الله عليه تارات الموت وسكراته»(٣) .
كما ورد عن الباقرعليهالسلام أنّه قال : «من أدمن في فرائضه ونوافله سورة (ق) وسّع الله في رزقه وأعطاه كتابا بيمينه وحاسبه حسابا يسيرا».
ولا حاجة للتذكير بأنّ كلّ هذه الفضيلة والفخر لا يحصل بقراءة الألفاظ فحسب ، بل القراءة هي بداية لتيقّظ الأفكار ، وهي بدورها مقدّمة للعمل الصالح والانسجام مع محتوى السورة هذه.
* * *
__________________
(١) تفسير القرطبي ، ج ٩ ، ص ٦١٧١.
(٢) تفسير في ظلال القرآن ، ج ٧ ، ص ٥٤٧.
(٣) تفسير مجمع البيان ، ج ٩ ، ص ١٤٠.