10%

نبوّاتهم: ولم يبق منها إلّا أخبار وقصص في بطون الكتب، وطيّات التاريخ المدوّن.

أمّا الرسالة التي كلّف بإبلاغها الرسول الخاتمصلى‌الله‌عليه‌وآله فإذ لم تكن محدودة بزمن دون آخر، ولا مقصورة على جيل دون آخر، فهي الرسالة الخالدة وهي الدعوى الموجهة إلى جميع الأجيال البشرية إلى يوم القيامة، كان من الضروري والبديهي أن تقترن بمعجزة خالدة، تشهد على صدق صاحب الدعوة وحامل تلك الرسالة، في جميع القرون والأعصار، ولتكون ( حجة ) على جميع الأجيال المخاطبة بها، والمدعوّة إليها، لأنّ المعجزة وثيقة إثبات لا يمكن تصديق رسالة ونبوّة بدونها.

وكانت هذه المعجزة الخالدة التي زوّد الله تعالى بها خاتم الأنبياء محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله هي ( القرآن الكريم ) الذي بقى على مرّ العصور والأزمنة يشهد ـ بقوّة ووضوح ـ على صدق النبوّة المحمدية وعلى صلتهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالله سبحانه وتعالى.

والجدير بالذكر أنّ إعجاز القرآن الكريم لا يقتصر على جهة دون جهة، بل هو معجزة بمجموعه وفي جهات شتى نشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر :

أوجه الإعجاز القرآني

انّ القرآن الكريم معجزة مستمرة وخالدة :

أوّلا / من حيث فصاحته وبلاغته التي أخرست البلغاء والفصحاء، لا في عصر نزوله خاصة، بل في جميع الأزمنة والدهور، وأعجزتهم عن معارضته، وتحدّتهم في معاقلهم، وعقر دورهم.

ثانياً / من حيث احتوائه على أفضل القوانين والنظم، وأرقى التشريعات في جميع المجالات الحيوية، وإتيانه بما عجز عن الإتيان به أرقى الحضارات البشرية حتى يومنا هذا.

ثالثاً / من حيث إخباره بالاُمور المستقبلية واحتوائه على الاُمور الغيبية، إذ أخبر