ويكون هذا من معنى النهاية والتمام بمعنى صحة ذلك المكتوب ونفوذه كأنّ الكتاب إنّما يتم العمل به بهذه العلامات، وهو من دونها ملغى ليس بتمام، ومن هذا خاتم القاضي الذي يبعث به للخصوم أي علامته وخطه الذي ينفذ بهما أحكامه ومنه خاتم السلطان أو الخليفة، أي علامته إلى آخر ما أفاده.
كل ما ذكره ذلك الفيلسوف الخبير بأسرار التاريخ، شواهد على ما ذكرنا فراجع بقية كلامه(١) .
البهائية حزب سياسي، لها طابع المذهب، قد اختلقها الميرزا حسين علي النوري المتوفّى عام ١٣٠٩ ه ق في عكا، ويليهم في العقيدة والغاية « القاديانية » ومؤسسها « غلام أحمد القادياني » ينسب إلى إحدى قرى البنجاب ( قاديان )، كان في الرعيل الأوّل من فضلاء البنجاب وعلمائهم، لكنّه ادّعى عام ١٨٩٢ أنّه المجدد للقرن الرابع عشر الهجري، وفق الحديث النبوي: « سيأتي على رأس كل مائة سنة رجل يجدد لها دينها »، قال: أنا المبعوث لهذا القرن، فاتبعوني لعلّكم تفلحون، فأطاعته عدة من الخواص والعوام زرافات ووحداناً، ولما أحس بروح التبعية فيهم، ادّعى أنّه المهدي والمسيح الموعود، ثم ادّعى لنفسه النبوّة وأنّه نبي كمثل أنبياء بني إسرائيل الذين كانوا معه، وأنّه نبي الاُمّة الإسلامية بغير مصحف، وعند ذلك هجم الناس عليه ليقتلوه، لولا تدخل الحكومة الانكليزية، وبقي على ما ادّعى إلى أن اخترمته المنية عام ١٩٠٨ ولم يستخلف أحداً، فحدث بينهم خلاف عظيم، فمالت فئة من أتباعه إلى ابنه « بشير الدين أحمد » وتبعت فئة قليلة منهم « الأمير محمد علي » الذي شد أزر غلام أحمد من ابتداء الأمر، وقرروا أن يجعلوا لهم جميعة اُخرى، ويجتنبوا اتباع ابن غلام أحمد، وجعلوا مركزهم في « لاهور » عاصمة البنجاب، واشتهروا باسم الأحمدية اللاهورية، ومحمد علي هو مترجم
__________________
(١) مقدمة ابن خلدون: ج ١ ص ٢٢٠.