3%

صريحة في نفي أي تشريع بعد القرآن، وشريعة غير الإسلام فتدل بالملازمة على عدم النبوّة التشريعية بعد نبوّتهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

النص الرابع من القرآن على خاتمية الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ومن النصوص قوله تعالى:( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ) ( الأنعام ـ ١٩ ) وفسره أمين الإسلام الطبرسي بقوله: أي لا خوف به من بلغه القرآن إلى يوم القيامة، ولذا قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : من بلغه أنّي أدعو إلى أن لا إله إلّا الله فقد بلغه، أي بلغته الحجة وقامت عليه، حتى قيل من بلغه القرآن، فكإنّما رأى محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله وسمع منه وحيث ما يأتي القرآن، فهو داع ونذير(١) .

قوله سبحانه:( وَمَن بَلَغَ ) معطوف على الضمير المنصوب في قوله:( لأُنذِرَكُم ) لا على الفاعل المستتر.

وقد وافاك توضيح مفاد الآية والتوفيق بينها وبين قوله سبحانه:( وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ) عند البحث عن كون رسالة الرسول عالمية(٢) .

النص الخامس على الخاتمية :

ومن النصوص قوله تعالى:( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( سبأ ـ ٢٨ ).

المتبادر من الآية، كون( كَافَّةً ) حالاً من الناس قدمت على ذيها، وتقدير الآية: « وما أرسلناك إلّا للناس كافة بشيراً ونذيراً ».

ويحتمل كونها حالاً من الضمير المنصوب في « أرسلناك » ومفاد الآية: وما أرسلناك إلّا أن تكفّهم وتردعهم. ولكنّه ضعيف جداً، إذ لا حاجة عندئذ إلى لفظ

__________________

(١) مجمع البيان: ج ٣ ص ٢٨٢.

(٢) راجع ص ٦٣ ـ ٧٠ من كتابنا هذا.