10%

الفارسي حيث ذكر أصحابه للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال له نبي الله: هم من أهل النار، فأنزل الله هذه الآية:( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا ) (١) .

في هذه الصورة لا تجد أي ارتباط للآية بزعم اُولئك الذين يدعون أنّ هذه الآية لا تعني سوى ( الوفاق الإسلامي المسيحي اليهودي ) ويزعمون أنّ الإسلام يقرّر في هذه الآيات ( أمان ) المعتنقين لغير الإسلام من عذاب الله وعقابه.

هذا مضافاً إلى أنّنا لا نرى أي علاقة بين الآية الثالثة ( وهي الآية ١٧ من سورة الحج ) وبين ما يزعم هؤلاء حيث أنّ مفاد هذه الآية لا يعني سوى الإخبار بأنّ الله هو الحاكم بين الطوائف المختلفة، يوم القيامة فهو الذي ينتقم من طائفة وينتصر لطائفة اُخرى، وليس يعني ذلك مطلقاً أنّ أصحاب الشرائع الاُخرى على حق، وأنّهم ناجون يوم الحساب !

جواب آخر :

ولنا ـ هنا ـ إجابة ثانية على السؤال المطروح، ولكن قبل أن ندخل في صميم هذه الاجابة نرى من الضروري أن نشير إلى بعض هذه الاُمور :

فكرة الشعب المختار :

التاريخ يحدثنا أنّ اليهود والنصارى كانوا كثيراً ما يستعلون على المسلمين بل العالم بادعاء فكرة ( الشعب المختار )، فكل واحدة من هاتين الطائفتين: اليهود والنصارى، كانت تدّعي أنّها أرقى أنواع البشر !!

وكانت اليهود خاصة أكثر تمسكاً بهذا الزعم، حتى أنّهم كانوا يدّعون أنّهم ( شعب الله المختار ).

__________________

(١) تفسير الطبري: ج ١ ص ٢٥٦، والحديث طويل وقد أخذنا موضع الحاجة منه، والظاهر أنّه منقول بالمعنى وفي بعض عباراته خلل.