10%

السؤال الثالث

« لا تجد في الكون المادي أمراً خالداً باقياً عبر الأجيال، والدهور، أوليس التحول ناموساً عاماً في الفلسفة ؟ وهل في العالم المادي أصل ثابت وموجود خالد، فكيف يكون الإسلام أمراً ثابتاً » ؟

توضيحه :

أنّ الإسلام قد أعلن بصوت عال أنّه دين الله الخالد إلى يوم القيامة، وأنّه لا شريعة ولا دين ولا كتاب سماوي بعده، وأنّ قوانينه وتشريعاته غير متغيّرة عبر الأجيال والقرون، وأنّ حلال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة.

وعند ذلك يعترض السائل ويقول: إنّ الكون بعامة أجزائه، بسمائه وأرضه، وما تحتويانه، متغيّر متبدّل ليس له أيّ إستقرار وأنّ الحركة والتبدل والتغيّر في الكون ناموس عام في الفلسفة الالهية والمادية، وليس لنا في عالم المادة أصل ثابت أبداً، سوى قولنا: « ليس لنا أصل ثابت »، ومع هذا الأصل الفلسفي، كيف يدعي الإسلام بقاءه وثباته ودوامه وصونه عن طوارق التغير والتبدل ؟

الجواب :

قد خلط السائل بين الموجودات المادية والنواميس الحاكمة عليها فانّ المتغير إنّما هو الأوّل، دون الثاني، فإنّ السماء وما فيها من الشموس والأقمار والنجوم متغيّرات والأرض سهلها وجبلها والبحر وما تنطوي عليه من عظائم الموجودات لا تستقر على