السؤال الخامس
« كلّما تكاملت نواحي الحضارة، وتشابكت وتعددت ألوانها، واجه المجتمع أوضاعاً وأحداثاً جديدة، وطرحت عليه مشاكل طارئة، لا عهد للأزمنة السابقة بها، إذ لم تتعرض تشريعاتها، لأي هذه الأوضاع والأحداث والمشاكل بحكم من الأحكام إذن فحاجة المجتمع إلى قوانين وتشريعات جديدة، لا تزال تتزايد كل يوم، تبعاً لذلك ».
توضيح السؤال :
لا يرتاب ذو مسكة في أنّه كلّما توسّع نطاق الحضارة وبلغ البشر من التمدن ما بلغ، احتاج في تنظيم حياته إلى قوانين جديدة، وتشريعات خاصة، أزيد ممّا كان محتاجاً إليها في الظروف الغابرة، وبما أنّ الحضارة الإنسانية، ما زالت تتوسّع وتتكامل، ولا تقف عند حد، فما زال الانسان تبعاً لذلك، تتوسّع حاجته إلى قوانين وتشريعات جديدة، متكاملة فكيف يمكن أن تعالج القوانين المحدودة الموضوعات الكثيرة، غير المحدودة ؟!(١) .
__________________
(١) الفرق بين هذا السؤال وما سبق من السؤال الرابع واضح، إذ الرابع يرجع إلى لزوم اختلاف القوانين والمقتضيات، حسب اختلاف اشكال الحياة في الاجتماع، وتبدلها من دون نظر إلى طروء حوادث لم يكن منها أثر في العهود السابقة، وهذا الوجه يرجع إلى اثبات وجود النقص في ناحية التشريع الإسلامي، وعدم إيفائه بالحوادث الجديدة والوقائع الطارئة التي يوجبها تكامل الحضارة وتشعّباتها وتعددها، ولم يكن لها أثر في زمن الرسالة ودور نزول القرآن.