10%

٧٤ من سورة الحجر، تبيّن هذا المعنى عندما تقول:( وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ) .

إنّ اتّباع هذه الطريقة يكشف كثيراً من الحقائق الخفية ويلقي أضواء على ما اُبهم من الآيات، شريطة أن يجعل الإنسان الصبر على البحث، والدقة الكاملة والتأنّي في إصدار الحكم، رائداً له.

٢. على ضوء الأحاديث الإسلامية الصحيحة :

إنّ بعض الآيات تصرح بأنّ النبي الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله هو المبيّن للقرآن والمعلّم لآياته، فيقول تعالى:( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) ( النحل: ٤٤ ) ويقول:( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ ) ( الجمعة: ٢ ).

من هاتين الآيتين نعرف أنّ ما اُبهم من القرآن لمصالح لا نعلمها نحن، يجب الرجوع للكشف عن غوامضها إلى النبي وأهل بيته الذين هم عدل القرآن بشهادة حديث الثقلين المتفق على روايته عن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ولابد هنا أن نلفت الأنظار إلى أهمية معرفة الأحاديث الصحيحة، والتمييز بينها وبين الأحاديث غير الصحيحة، وأنّه لا يمكن الاعتماد على ما نقل عن الصحابة والتابعين في التفسير بصورة مرسلة غير مسندة، بل يجب التثبت فيها والتأكد من أنّها واجدة لشرائط الحجية التي هي مذكورة في محالها من مباحث علوم الحديث، وإلّا فلا يحسن الاستناد إليها في كشف ما اُبهم من القرآن، بسبب بعد العهد من عصر الوحي أو كون الآيات نزلت مجملة كذلك لمصالح خاصة ليس هنا محل تفصيلها(١) .

ولقد أثرت عن أهل البيت: في هذا المجال أحاديث لوحظ في أكثرها جانب التربية والتعليم والمحاولة لتقريب استفادة المعاني والنكات إلى الأذهان، ( من

__________________

(١) مثل الآيات التي ذكرت فيها الصلاة والصوم والزكاة والحج و