10%

منها: حديث المطالبة بالقلم والدواة :

أخرجه أصحاب الصحاح والسنن ونقلها أهل السير والأخبار كافة ويكفيك ما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: لما حضر رسول الله وفي البيت رجال منهم عمر بن الخطاب قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده، فقال عمر: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلّوا بعده، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قوموا، فكان ابن عباس يقول: إنّ الرزية ما حال بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم(١) .

أخذ المستدل بظاهر الحديث وقال: النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله طلب أن يكتب كتاباً، وظاهره كون الكاتب نفسه لا غير، لكنّه نسى أو تناسى أنّ في الإسناد مجازاً وأنّه من باب كتب الأمير، أو كتب الملك وليس معناه أنّه كتب بنفسه، بل السيرة على أنّ الملك أو الأمير يمليان والكاتب يكتب وينفّذانه بخاتمهما، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يملي والكاتب يكتب ولا يكتب بيده، وهكذا كانت سيرة الخلفاء من بعده، ما كانوا يكتبون إلّا في مواقف خاصة.

منها قصة الحديبية :

ملخّصه: لما اعتمر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في ذي القعدة فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب، هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قالوا: لا نقر بهذا، لو نعلم أنّك رسول لله ما منعناك شيئاً ولكن أنت محمد بن عبد الله، فقال: أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله، ثمّ قال لعليعليه‌السلام :

__________________

(١) صحيح البخاري: ج ٢ ص ٢٢ كتاب العلم، وأخرجه مسلم في آخر الوصايا في صحيحه: ج ٢ ص ١٤، وأحمد في مسنده: ج ١ ص ٣٢٥ وغيرهم من أعلام الاُمّة.