10%

مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( هود ـ ١٣ ).

وقال سبحانه:( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ( يونس ـ ٣٨ ).

ترى في هذه الآيات من التنبّؤ الواثق بعجز الانس والجن عن معارضة القرآن ولكن المستقبل كما يقال « غيب » لا يملكه النبي ولا الوصي ولا أي شخص سواهما غير أنّ النبي صار صادقاً في تنبّؤه هذا، ولا يزال صادقاً في الحال فعلى أي مصدر اعتمد هو في هذا التحدي الطويل العريض، غير الإيحاء إليه الذي لم يزل يصدر عنه في اخباره وتشريعه ؟

٢. التنبّؤ بانتصار الرومان على الفرس :

قال سبحانه:( الم *غُلِبَتِ الرُّومُ *فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ *فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ *بِنَصْرِ اللهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ *وَعْدَ اللهِ لا يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) ( الروم: ١ ـ ٦ ).

وقد وقع ما أخبرت به الآية بأقل من عشر سنين، فغلب الروم ودخل جيشهم مملكة الفرس باجماع من أهل التاريخ، ودونك اجماله: انّ دولة الرومان وهي مسيحية كانت قد انهزمت أمام دولة الفرس وهي وثنية بعد حروب طاحنة بينهما سنة ٦١٤ م فاغتمّ المسلمون بسبب أنّها هزيمة لدولة متديّنة أمام دولة وثنية، وفرح المشركون وقالوا للمسلمين بشماتة: إنّ الروم يشهدون أنّهم أهل كتاب، وقد غلبهم المجوس، وأنتم تزعمون أنّكم ستغلبوننا بالكتاب الذي اُنزل عليكم فسنغلبكم كما غلبت فارس الروم.

فنزلت الآية الكريمة يبشّر الله فيها المسلمين: بأنّ هزيمة الروم هذه سيعقبها انتصار للمسلمين في بضع سنين، أي في مدة تتراوح بين ثلاث سنوات وتسع، ولم يك مظنوناً وقت هذه البشارة، انّ الروم تنتصر على الفرس في مثل هذه المدة الوجيزة بل كانت المقدمات والأسباب تأبى ذلك عليها، لأنّ الحروب الطاحنة انهكتها حتى غزيت في عقر دارها، كما يدل عليه النص الكريم:( فِي أَدْنَى الأَرْضِ ) ولأنّ دولة الفرس كانت