3%

كقول امرؤ القيس:

وليس بذي رمح فيطعنني به

وليس بذي سيف وليس بنبال

أي وليس بصاحب نبل، ولا صلة ونسبة بينه وبين النبل أبداً.

وقد ورد توصيفه سبحانه بهذا اللفظ في الذكر الحكيم أربع مرات(١) ووزان هذا القسم من الآيات، وزان قوله سبحانه:( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ ) ( الأنعام ـ ٧٣ ) وقوله:( ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) ( التوبة ـ ٩٤ ) وقوله:( وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( التوبة ـ ١٠٥ ) إلى غير ذلك مما يبلغ توصيفه في الذكر بهذا النحو عشر مرات(٢) ، فإنّ الظاهر من هذا التوصيف بهذه الكثرة هو اختصاصه سبحانه بالعلم بالغيب والشهادة، على نحو لا يشاركه غيره.

٣. سلب العلم بالغيب عن غيره :

هذا القسم من الآيات يدل بالملازمة العرفية على اختصاصه به سبحانه، مثل قوله سبحانه:( وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إلّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( الأعراف ـ ١٨٨ )،( وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ ) ( هود ـ ٣١ )(٣) .

ومن هذه الوجوه الثلاثة يستفاد اختصاص العلم بالغيب به سبحانه وأنّه لا يشاركه فيه غيره، غير أنّ اختصاصه به سبحانه على الوجه اللائق بساحته لا ينافي إمكان إطلاع الغير على الغيب باذن منه سبحانه.

__________________

(١) المائدة: ١٠٩ و ١١٦، التوبة: ٧٨، سبأ: ٤٨.

(٢) الأنعام: ٧٣، التوبة ٩٤، و ١٠٥، الرعد: ٩، المؤمنون: ٩٢، السجدة: ٦، الزمر: ٤٦، الحشر: ٢٢، الجمعة: ٨، التغابن: ١٨.

(٣) سيوافيك توضيح مفاد الآية وما يماثلها التي تسلب العلم بالغيب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن قريب فانتظر.