3%

فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) ( البقرة ـ ٣٠ )، وأول من اجتباه بقبول توبته قال سبحانه:( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ) ( طه ـ ١٢٢ ) إلى غير ذلك من خصائص ومناقب، كما أنّه اصطفى نوحاً بجعله أوّل الخمسة من اُولي العزم أصحاب العزائم القوية والشريعة لقوله سبحانه:( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا ) ( الشورى ـ ١٣ ) إلى غير ذلك، واصطفى إبراهيم وآله باُمور وخصال يجدها المتفحص في سيرتهم المذكورة في القرآن.

لكن الجهة الجامعة المشتركة بين الجميع في الآية، التي يمكن أن يكون الاصطفاء لأجلها ليست إلّا العصمة الالهية، أعني التطهير من الذنوب وكدر الشرك أو هي مع النبوّة في غير مريم، لا ما يختص بكل واحد منهم من صفات وخصال كتعليم الأسماء لآدم مثلاً حتى تكون الآية ناظرة إلى اصطفاء المذكورين في الآية بتعليمهم كل شيء واطلاعهم على كل أمر، ويدل بالنتيجة على اطلاع النبي وآله على الغيب.

القرآن يدل على تحقق التنبّؤ من الأنبياء والصالحين :

ما مر عليك من الآيات تدل بصورة كلية على أنّ رجال الوحي يمكنهم الاطّلاع على الغيب والتطلع على ما ليس بمشهود لغيرهم، هلم معي نتدبر في الآيات التي تدل على تحقق التنبّؤ عنهم في مواقف شتى.

ولنقدم كلمة، وهي: أنّ كل ما أتى به الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله من اُصول وفروع وقصص و كلّها أنباء غيبية أظهره الله عليها قال سبحانه في شأن النبي الأعظم:( تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ) ( هود ـ ٤٩ ) فأي غيب أعلى وأجلى ممّا أظهر نبيه عليه من القرآن المبين الذي يعد بنفسه نبأً غيبياً ويحتوي من الإخبار بالمغيبات الوافرة ما لا يعد ولا يحصى، فكل ما جاء به في مجالات مختلفة، غيب بلفظه ومعناه أطلعه الله عليه وأوحاه إليه بصورته ومادته، إذ المفروض أنّ القرآن معجز بلفظه ومعناه والمعجزات احدى المغيبات.

وعلى كل تقدير أنّ القرآن يدل بفضل نصوصه على أخبار غيبية، تنبّأت بها ثلّة