10%

وهل الاطّلاع على لسان الهدهد إلّا اطّلاع على الغيب ؟

٩. المسيحعليه‌السلام والتنبّؤ بالغيب :

قال سبحانه:( وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ) ( آل عمران ـ ٤٩ ).

طفق المسيحعليه‌السلام ينبئ قومه ـ بإذنه سبحانه ـ بأسرارهم وما كانوا يدّخرون في الصيف لشتائهم بمقداره ولونه وحقيقته. وكان ذلك إحدى معجزاته.

وكذا قوله :

( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ) ( الصف ـ ٦ ).

أليس في إخبار عيسىعليه‌السلام وتبشيره بقدوم النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بعد ستمائة عام إخباراً عن الغيب ؟

ونظيره ما ورد في العهدين حول نبينا الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله من ذكر أسمائه وصفاته وما يحل به وبأولاده واُمته وغلبة دينه على جميع الشرائع، فإنّ تلكم البشارات الواردة فيها مع تحقق مضمونها تعتبر دليلاً على أنّ المبشرين بها كانوا يعلمون الغيب وهم إمّا أنبياء الاُمم السالفة أو أوصياؤهم.

١٠. انباء النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله بالغيب :

قال سبحانه:( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الخَبِيرُ ) ( التحريم ـ ٣ ).

قال الطبرسي: إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أسرّ إلى حفصة حديثاً، أمرها باخفائه لكن حفصة أخبرت غيرها به، فأفشت سرهصلى‌الله‌عليه‌وآله واطلع الله نبيه على ما جرى من افشاء سره فعرّف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حفصة ببعض ما ذكرت وأفشت، وأعرض عن بعض ما ذكرت فلم يخبر