3%

الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ *قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إلّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) ( العنكبوت ٣١ ـ ٣٢ ).

المقام الثاني في عموم شريعته(١) :

هل كانت الشريعة التي أتى بها موسى في الألواح التي يصفها الله سبحانه بقوله:( وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ ) ( الأعراف ـ ١٤٥ ).

مختصة بقومه أم تعم غيرهم ؟ ظاهر بعض الآيات، يفيد كون كتابه حجة على الناس كلهم حيث وصفه بكونه، هدى ونوراً للناس وقال:( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدىً لِّلنَّاسِ ) ( الأنعام ـ ٩١ ).

وقوله سبحانه:( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ) ( الأنبياء ـ ٤٨ ).

فإذن هو ضياء وذكر للمتقين سواء أكانوا من بني إسرائيل أم غيرهم وقوله سبحانه:( قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ) ( الاحقاف ـ ٣٠ ).

فإنّ وزان الآية، وزان قوله سبحانه:( فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا *يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) ( الجن ١ ـ ٢ ).

فإنّ وصف الجن للقرآن بأنّه نزل من بعد كتاب موسى مع كون القرآن ومن جاء به مبعوثين إلى الانس والجن، يشعر بكون كتاب موسى مثله أيضاً نزلا إلى كلّ من الفريقين، فكيف تجتمع خصوصية رسالته مع كون كتابه دليلاً وحجة على الكلّ ؟

__________________

(١) البحث عن عموم شريعته، فرع ثبوت سعة دعوته في مسألة عبادة الله وخلع عبادة الأوثان وقد عرفت عدم ثبوتها، فالبحث عن عموم شريعته مبني على ثبوت عموم دعوته في جانب الاُصول.