11%

هذا هو معنى الهم، وتؤيده سائر الآيات الوارد فيها لفظ الهم، ولو استعمل في مورد في خطور الشيء بالبال، وإن لم يقع العزم عليه، فهو استعمال نادر لا يحمل عليه صريح الكتاب.

أضف إلى ذلك أنّ الهمين في الموردين بمعنى واحد، وبما أنّ هم العزيزة كان بنحو العزم والإرادة، وجب حمل الهم في جانب يوسف عليه أيضاً لا على خطور الشيء بالبال، لأنّه تفكيك بين اللفظين من حيث المعنى بلا قرينة، ولكن تحقّق أحد الهمين دون الآخر، لأنّ هم يوسف كان مشروطاً بعدم رؤية برهان ربِّه، وبما أنّ العدم انقلب إلى الوجود، ورأى البرهان لم يتحقق هذا الهم من الأساس، كما سيوافيك، نعم لا ننكر أنّ الهم قد يستعمل بالقرينة في مقابل العزم، قال كعب بن زهير :

فكم فهموا من سيد متوسع

ومن فاعل للخير ان همّ أو عزم

ولكن التقابل بين الهم والعزم أوجب حمل الهم على الخطور بالبال، ولولاه لحمل على نفس العزم.

كما ربّما يستعمل في معنى المقاربة فيقولون: همّ بكذا وكذا، أي كاد يفعله، وعلى كل تقدير فالمعنى اللائح من الهم في الآية هو العزم والإرادة.

٢. ما هو جواب لولا ؟

لا شك أنّ « لولا » في قوله سبحانه:( لَوْلا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ) ابتدائية. فلا تدخل إلّا على المبتدأ مثل « لوما » قال ابن مالك.

لولا ولوما يلزمان الابتداء

إذ امتناعاً بوجود عقدا