معنى البداء الذي تقول به الإمامية، الذي لو وقف إخواننا أهل السنّة على حقيقته لاعترفوا به من صميم القلب، ولكن الدعايات الباطلة حالت بينهم وبين الوقوف على ما تتبناه الإمامية في هذا المضمار، وقد أوضحنا حقيقة الحال في رسالة « البداء من الكتاب والسنّة »(١) . ومن أراد الوقوف على واقع الحال فليرجع إليها.
ألف. ما معنى كونه مغاضباً ؟ ومن المغضوب عليه ؟
ب. ماذا يراد من قوله:( فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) ؟
ج. كيف تجتمع العصمة مع اعترافه بكونه من الظالمين ؟
هذه هي الأسئلة الحسّاسة في قصة يونسعليهالسلام ، وقد تمسّك بها المخطّئة، وإليك توضيحها واحداً بعد واحد :
أمّا الأوّل: فقد زعم المخطّئة أنّ معناه أنّه خرج مغاضباً لربِّه من حيث إنّه لم ينزل بقومه العذاب.
ولكنّه تفسير بالرأي، بل افتراء على الأنبياء، وسوء ظن بهم، ولا يغاضب ربَّه إلّا من كان معادياً له وجاهلاً بحكمه في أفعاله، ومثل هذا لا يليق بالمؤمن فضلاً عن الأنبياء.
وإنّما كان غضبه على قومه لمقامهم على تكذيبه وإصرارهم على الكفر ويأسه من توبتهم، فخرج من بينهم(٢) .
__________________
(١) مطبوعة منتشرة.
(٢) تنزيه الأنبياء: ١٠٢.