3%

آيات وردت في حق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد صارت ذريعة لبعض المخطّئة الذين يحاولون إنكار العصمة، وهي عدة آيات :

الأُولى: العصمة والخطابات الحادة

هناك آيات تخاطب النبي بلحن حاد وتنهاه عن اتّباع أهواء المشركين، والشرك بالله، والجدال عن الخائنين، وغير ذلك، ممّا يوهم وجود أرضية في نفس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لصدور هذه المعاصي الكبيرة عنه، وإليك هذه الآيات مع تحليلها :

١.( وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) (١) .

وقد جاءت الآية في نفس هذه السورة بتفاوت في الذيل، فقال بدل قوله:( مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) ،( إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ) (٢) ، كما جاءت أيضاً في سورة الرعد، غير أنّه جاء بدل قوله:( وَلا نَصِيرٍ ) ( وَلا وَاقٍ ) .

وعلى أي حال فقد تمسّكت المخطّئة بالقضية الشرطية على أرضية متوقعة في نفس النبي لاتّباع أهوائهم وإلاّ فلا وجه للوعيد.

ولكن الاستدلال على درجة من الوهن، إذ لا تدل القضية الشرطية إلّا على الملازمة بين الشرط والجزاء، لا على تحقّق الطرفين، ولا على إمكان تحقّقهما، وهذا من الوضوح بمكان، قال سبحانه:( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلّا اللهُ لَفَسَدَتَا ) (٣) ، وليس فيها أيّ دلالة على تحقّق المقدّم أو التالي، وبما ذكرنا يتضح حال الآيتين

__________________

(١) البقرة: ١٢٠.

(٢) البقرة: ١٤٥.

(٣) الأنبياء: ٢٢.