11%

حاصلة قبل النبوة(١) .

وقال العلّامة الطباطبائي في « الميزان »: إنّ الآية مسوقة لبيان أنّ ما عندهصلى‌الله‌عليه‌وآله الذي يدعو إليه إنّما هو من عند الله سبحانه لا من قبل نفسه وإنّما أُوتي ما أُوتي من ذلك، بالوحي بعد النبوة، فالمراد بعدم درايته بالكتاب عدم علمه بما فيه من تفاصيل المعارف الاعتقادية والشرائع العملية، فإنّ ذلك هو الذي أُوتي العلم به بعد النبوّة والوحي، والمراد من عدم درايته الإيمان، عدم تلبسه بالالتزام التفصيلي بالعقائد الحقة والأعمال الصالحة، وقد سمى العمل إيماناً في قوله تعالى:( وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ) (٢) ، والمراد الصلوات التي أتى بها المؤمنون إلى بيت المقدس قبل النسخ، والمعنى ما كان عندك قبل وحي الروح، علم الكتاب بما فيه من المعارف والشرائع ولا كنت متلبساً به بما أنت متلبس به بعد الوحي من الالتزام التفصيلي والاعتقادي، وهذا لا ينافي كونه مؤمناً بالله موحداً قبل البعثة صالحاً في عمله، فإنّ الذي تنفيه الآية هو العلم بتفاصيل ما في الكتاب والالتزام بها اعتقاداً وعملاً، لا نفي العلم والالتزام الإجماليين بالإيمان بالله والخضوع للحق(٣) .

الآية الرابعة: عدم رجائه إلقاء الكتاب إليه

قال تعالى:( وَمَا كُنتَ تَرْجُوا أَن يُلْقَىٰ إِلَيْكَ الْكِتَابُ إلّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ ) (٤) .

__________________

(١) مفاتيح الغيب: ٧ / ٤١٠. ولاحظ روح البيان: ٨ / ٣٤٧ ; روح المعاني: ١٥ / ٢٥.

(٢) البقرة: ١٤٣.

(٣) الميزان: ١٨ / ٨٠.

(٤) القصص: ٨٦.