11%

وقال الشهيد في « الذكرى »: وخبر ذي اليدين متروك بين الإمامية، لقيام الدليل العقلي على عصمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عن السهو، لم يصر إلى ذلك غير ابن بابويه(١) .

هذا هو الرأي السائد بين الإمامية، ولم يشذّ عنهم أحد من المتأخّرين سوى أمين الإسلام الطبرسي في « تفسيره » حيث قال: وأمّا النسيان والسهو فلم يُجْوّزوهما عليهم فيما يؤدّونه عن الله تعالى، وأمّا ما سواه فقد جوّزوا عليهم أن ينسوه أو يسهوا عنه ما لم يؤدّ ذلك إلى إخلال بالعقل(٢) .

وأمّا غيره، فلم نجد من يوافقه، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى المصادر المذكورة في الهامش.

وقد قام(٣) العلّامة المجلسي بإيفاء حق المقام في « بحاره »(٤) .

٢. كيفية معالجة المأثورات حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

روى الفريقان أحاديث حول سهو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

روى البخاري في كتاب الصلاة، باب « من يكبر في سجدتي السهو » عن أبي هريرة قال: صلّى النبي إحدى صلاتي العشية ركعتين، فقالوا: أقصرت الصلاة ؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين، فقال: أنسيت الصلاة أم قصرت ؟ فقال :

__________________

(١) الذكرى: ٢١٥.

(٢) مجمع البيان: ٢ / ٣١٧.

(٣) حق اليقين في معرفة أُصول الدين: للسيد عبد الله شبر: ١ / ١٢٤ ; مصابيح الأنوار في حل مشكلات الأخبار، له أيضاً: ٢ / ١٣٤ ـ ١٤٢ ; تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى ; منهج الصادقين: ٣ / ٣٩٣، و ٥ / ٣٤٦.

(٤) لاحظ البحار: ١٧ / ٩٧ ـ ١٢٩.