3%

٢. ما هو المراد من الكلمات ؟

الكلمات جمع « كلمة »، والمراد منها هو المفرد من الألفاظ، وربّما يطلق على الجملة، فيقال: « لا إله إلّا الله » كلمة الإخلاص، غير أنّ القرآن يتوسع بعناية خاصّة في استعمال الكلمة فيطلقها على الأشياء والأفعال الخارجية قال سبحانه:( بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) (١) ، وقال سبحانه:( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي ) (٢) ، وكما أنّه يستعملها في الأعيان الخارجية، يستعملها أيضاً في الأفعال الّتي يقوم بها الإنسان الممتحن، وقد اختلف المفسّرون في تعيين تلك الأفعال الّتي اختبر الخليل بها، فنأتي بآرائهم إجمالاً.

١. المراد من الكلمات هي الإمامة، وتطهير البيت، ورفع القواعد، والدعاء لبعث محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّ هذه الأُمور شاقة، أمّا الإمامة فلأنَّ المراد منها هاهنا هو النبوّة، وهذا التكليف يتضمن مشاقاً عظيمة، وأمّا بناء البيت وتطهيره ورفع قواعده فمن وقف على ما روى في كيفية بنائه عرف شدّة البلوى فيه، ثمّ إنّه يتضمن إقامة المناسك، وقد امتحن الله الخليل عليه الصلاة والسلام بالشيطان في الموقف لرمي الجمار وغيره، وأمّا اشتغاله بالدعاء في أن يبعث الله تعالى محمداًصلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر الزمان فهذا ممّا يحتاج إليه من إخلاص العمل لله وإزالة الحسد عن القلب بالكلية(٣) .

__________________

(١) آل عمران: ٤٥.

(٢) الكهف: ١٠٩.

(٣) مفاتيح الغيب: ١ / ٤٩٠، ط مصر.