سبحانه:( وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ *وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (١) .
٤. أمره بذبح ولده، فقام بامتثال الأمر على صعوبته البالغة برحابة صدر وتسليم لأمر الله، بحيث حكى ذلك تعالى بقوله:( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ) .
فالله سبحانه يصف القيامة بالأمر الأخير بقوله:( إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلاءُ المُبِينُ ) (٢) .
وهذا التوصيف ( البلاء المبين ) وإن كان ناظراً إلى قيام إبراهيم بمحاولة ذبح الولد، ولكنّه يشعر بأنّ بقية الكلمات الّتي ابتلي بها إبراهيم كانت أعمالاً تشابه ذلك من حيث المشقة، وليست تلك الأعمال في حياة إبراهيم إلّا ما تكفّلت تلك الآيات ببيانها.
فعند ذلك قامت الحجة على أنَّ إبراهيم خالص من كل مزيج، صفو من كل كدر، فاستحق الارتقاء إلى منصب عال لم يرتق إليه أحد من قبله، وهو منصب الإمامة.
التمام في مقابل النقص، ومعنى الإتمام إبلاغ الشيء إلى حد الكمال، يقول سبحانه:( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) ، والمراد من إتمام الكلمات هو القيام بها
__________________
(١) البقرة: ١٢٥ ـ ١٢٧.
(٢) الصافات: ١٠٦.