3%

هذه الآية ويذهبون يميناً وشمالاً، غير أنّ البحث بهذه الكيفية غير تام أصلاً، لأنّه ليس لذلك اللفظ إلّا معنى واحد كما بيّنا، والّذي يجب التركيز عليه هو التعرض لملاك الإمامة ومعيارها وإنّه بماذا جعل الخليل إماماً في زمانه دون لوطعليه‌السلام مع أنّ الثاني كالأوّل كان نبياً، ومع ذلك خُصّ بكونه إماماً من بين أنبياء عصره، فلابد أن يكون هناك ملاك يختص به الخليل. وعلى الجملة نحن لا نشك انّ للكلمة في جميع موارد استعمالها معنى واحداً سواء أوقع وصفاً للكتاب أم للطريق أم للإنسان، ولكن الّذي كان من واجب المفسّرين هو تعيين ملاك الإمامة في كل مورد من موارد استعمالها حتى الآية الّتي نبحث عنها غير انّهم أهملوا تلك الناحية الحساسة في البحث.

ولأجل ذلك نطرح ما ذكره المفسّرون على بساط البحث معبرين عنه بملاكات الإمامة ومعاييرها.

الملاك الأوّل هو النبوة

ذهب عدّة من المفسرين ـ منهم الرازي في « مفاتيح الغيب » ـ إلى أنّ المراد من الإمامة هنا هو النبوة.

بعبارة صحيحة: انّ ملاك إمامة الخليل نبوته، لأنّها تتضمن مشاقاً عظيمة(١) .

وقال الشيخ محمد عبده على ما في « تفسير المنار »: الإمامة هنا عبارة عن الرسالة، وهي لا تنال بكسب الكاسب، وليس في الكلام دليل على أنّ الابتلاء كان قبل النبوة(٢) .

__________________

(١) مفاتيح الغيب: ١ / ٤٩٠.

(٢) تفسير المنار: ١ / ٤٥٥.