إنّ هذه النظرية تتلخّص في كلمة: وهي أنّ الإمامة الّتي جاءت في هذه الآية من خصائص الخليلعليهالسلام ، ولا تعدوه إلى أشخاص آخرين، لاختصاص ملاكها به من الأنبياء، وهو كونه بين الأنبياء واقعاً في قمة الهداية ومعلماً للآخرين، وانّ الذين جاءوا بعده ساروا على الطريق الّذي اختطه.
ويظهر لك من الآيات الواردة في حقّه، قال سبحانه:( مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ ) (١) .
( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ ) (٢) .
فالآية الأُولى تجلّ إبراهيم عن أن يكون يهودياً أو نصرانياً، وتصفه بأنّه كان حنيفاً مسلماً وما كان مشركاً، وذلك لأنّ اليهودية والنصرانية عدلتا عن جادة التوحيد وامتزجتا بالشرك، مضافاً إلى أنّ إبراهيم بعث قبل نزول الشريعتين.
والآية الثانية تخص الأصناف الثلاثة بأنّهم أولى بإبراهيم، فإنّ الأوّل هم الذين اتّبعوه في عصره وما بعد عصره حتّى ظهور النبي محمدصلىاللهعليهوآله ، والصنف الثاني هو النبي محمدصلىاللهعليهوآله ، والثالث الذين آمنوا بالنبي محمدصلىاللهعليهوآله ، فأولوية الصنف الأوّل به لأجل كونهم من أُمّته والثاني والثالث لوجود الوحدة بين الخطين والتشابه بين المنهجين.
نرى في بعض الآيات انّ الأمر أعظم من ذلك حيث يأمر سبحانه النبي
__________________
(١) آل عمران: ٦٧.
(٢) آل عمرن: ٦٨.