3%

فحصيلة البحث: انّ الآيات المتقدمة بأجمعها تعطي النتيجة التالية :

فمن جانب: طلب إبراهيم لذريته العطية الإلهية، أعني: الإمامة، وقد استجاب دعوته في بعضهم.

ومن جانب آخر: انّ مجموعة من ذريته كيوسف وداود وسليمان حظوا مع النبوة والرسالة، بمنصب الحكومة والقيادة.

ومن جانب ثالث: نرى أنّه سبحانه أعطى آل إبراهيم مع الكتاب والحكمة الملك العظيم.

فبعد ضم هذه الأُمور بعضها إلى بعض نخرج بهذه النتيجة: انّ ملاك الإمامة في ذرية إبراهيم هو قيادتهم وحكمهم في المجتمع لا غير ; وأمّا ملاكها في نفس إبراهيم، فالآيات وإن كانت غير ناظرة إليها، لكنّها تفضي بوحدة الملاك في الوالد والأولاد، وانّ ملاك إمامة الخليل أيضاً هي حاكميته وافتراض طاعته، وإلاّ لزم الفصل في ملاك الإمامة بينه وبين ذريته، وهو كما ترى.

هذا ما وصلنا إليه من التدبّر في الآيات، والله العالم بالحقائق.

الملك العظيم في الأحاديث الإسلامية

هذا وقد تضافرت الروايات على أنّ المراد من قوله( مُلْكًا عَظِيمًا ) هو كونهم مفترضي الطاعة.

روى حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام قول الله عزّ وجلّ:( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ ) ؟ قال: « النبوة »، قلت:( وَالحِكْمَةَ ) ؟، قال: « الفهم والقضاء »، قلت:( وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) ؟ فقال: « الطاعة ».