وروى بريد العجلي عن أبي جعفرعليهالسلام في تفسير الآية المباركة أنّه قال: « الملك العظيم: ان جعل فيهم أئمّة من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم »(١) .
روى السيوطي وقال: أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات، عن ابن عباس أنّ معاوية قال: يا بني هاشم إنّكم تريدون أن تستحقوا الخلافة كما أستحققتم النبوة ولا يجتمعان لأحد، وتزعمون أنّ لكم ملكاً. فقال له ابن عباس: أمّا قولك أنّا نستحق الخلافة بالنبوة، فإن لم نستحقّها بالنبوّة فبمن نستحقّها ؟! وأمّا قولك إنّ النبوة والخلافة لا يجتمعان لأحد فأين قول الله:( فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (٢) فالكتاب: النبوة، والحكمة: السنّة، والملك: الخلافة، نحن آل إبراهيم أمر الله فينا وفيهم واحد، والسنّة لنا ولهم جارية(٣) .
وهذا البيان الضافي أوقفنا على معنى( مُلْكًا عَظِيمًا ) في الآية المباركة.
وبضم هذه الأحاديث إلى ما وصلنا إليه من التدبّر في الآيات يتّضح الحق بإذنه سبحانه.
أسئلة وأجوبتها
الجواب: الآيات الّتي تلوناها عليك دلّت بوضوح على أنّ نيل هؤلاء لمقام الملك والإمامة كان بجعل منه سبحانه، ويكفي في ذلك قوله سبحانه:( إِنِّي
__________________
(١) الكافي: ١ / ٢٠٦، باب انّ الأئمّة: ولاة الأمر وهم الناس المحسودون.
(٢) النساء: ٥٤.
(٣) الدر المنثور: ٢ / ١٧٣ ـ ١٧٤.