11%

ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة ـ إلى أن قال: ـ مضطلع بالأمر، عالم بالسياسة، مستحق للرئاسة، مفترض الطاعة، قائم بأمر الله، ناصح لعباد الله »(١) .

فهذه العقود الدرّية تعرب عن مفهوم الإمامة لدى أئمّة أهل البيت، وهو مطابق لما استفدناه من الآية الكريمة.

هذه هي النظريات الأربع المذكورة حول ملاك إمامة الخليل الواردة في آية الابتلاء، وبقيت هنا نظرية خامسة اختارها العلّامة الطباطبائي نتبرّك في خاتمة المطاف بذكرها وتحليلها، وإنّما أخّرنا ذكرها، لأنّ للنظرية الرابعة تأثيراً خاصاً في فهمها وتوضيحها وما يتوجه إليها من الإشكال، وإليك بيانها.

الملاك الخامس: تسيير النفوس إلى الكمال بهداية تكوينية

ويتضح ببيان أُمور :

الأوّل: انّ تفسير الإمامة بالنبوة والخلافة، أو الوصاية، أو الرئاسة في أُمور الدين والدنيا، وكونه مطاعاً حدث من تكرّر الاستعمال بمرور الزمان كما ابتليت به سائر الألفاظ الواقعة في القرآن، فإنّ النبوة معناها تحمّل النبأ من جانب الله، والرسالة معناها تحمّل التبليغ، والإطاعة من لوازم النبوّة والرسالة [ فكيف تفسّر الإمامة بالإطاعة ] والخلافة نحو من النيابة، وكذلك الوصاية والرئاسة نحو من الطاعة للموصي والرئيس، وهو كون الإنسان مصدراً للحكم في المجتمع، وكل هذه المعاني غير معنى الإمامة، إذ لا معنى لأن يقال لنبي من الأنبياء مفترض الطاعة إنّي جاعلك للناس نبياً، أو مطاعاً فيما تبلغه، أو رئيساً تأمر وتنهى في

__________________

(١) تحف العقول: ٤٣٦ ـ ٤٤١.