3%

٢

عدالة الصحابة بين العاطفة والبرهان

عدالة الصحابة كلهم بلا استثناء، ونزاهتهم من كل سوء هي إحدى الأُصول الّتي يتدين بها أهل السنّة، وقد راجت تلك العقيدة بينهم حتّى اتخذها الإمام الأشعري إحدى الأُصول الّتي يبتني عليها مذهب أهل السنّة جميعاً(١) . ونحن نعرض هذه العقيدة على الكتاب أوّلاً، وعلى السنّة النبوية الصحيحة ثانياً، والتاريخ ثالثاً، حتّى يتجلّى الحق بأجلى مظاهره إن شاء الله تعالى، وقبل أن ندخل في صلب المسألة نقدّم تعريف الصحابي فنقول :

من هو الصحابي ؟

إنّ هناك تعاريف مختلفة للصحابي نأتي ببعضها على وجه الإجمال :

١. قال سعيد بن المسيب: الصحابي لا نعدّه إلّا من أقام مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين.

٢. قال الواقدي: رأينا أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله، وقد

__________________

(١) مقالات الإسلاميين: ١ / ٣٢٣. يقول: ويعرفون حق السلف الذين اختارهم الله سبحانه بصحبة نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويأخذون بفضائلهم ويمسكون عمّا شجر بينهم صغيرهم وكبيرهم.