3%

أنّ هناك عدة أُخرى تعد من الراسبين في كلا المجالين، ومن قرأ تاريخ الصحابة يعلم أنّهم لم يكونوا على مستوى واحد في الإيمان والعمل.

نحن نفترض صحة ما ادّعاه من الشرط وأنّ الصورة الواقعية من الإسلام الصحيح، هو الّذي رسمه من لزوم نجاح الرسول في تربية جيله الأوّل عامّة، وانّ كل من رآه وسمع كلامه وصحبه، كان مؤمناً ورعاً متربياً بالتربية الصحيحة الإسلامية، وبقوا على هذه الحالة حتّى انتقلوا إلى رحمة الله، غير انّنا نرى أنّ الصحاح والمسانيد، تقدّم صورة معاكسة لما صوّره الأُستاذ، فهي تهدم كل مجهودات النبي في مجال التربية وتوجيه الرعيل الأوّل، وتثبت له إخفاقاً لم يواجهه أي مصلح أو مرب خبير، وتقدم صورة كالحة جاحدة للنعمة، وإليك ما يذكره البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ذلك الجيل المثالي خريج مدرسة النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله فروى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما ما يدل على أنّ أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله ارتدوا على أدبارهم القهقرى، فجوابك أيّها الأُستاذ عن هذه الأحاديث هو جواب الشيعة عن أخبار الارتداد حرفاً بحرف، وإليك نقل ما رواه الشيخان :

١. روى عبد الله بن مسعودرضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « أنا فرطكم على الحوض، وليرفعن إليّ رجال منكم، حتّى إذا أهويت إليهم لأُناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي رب، أصحابي، فيقال: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ». أخرجه البخاري ومسلم.

٢. روى أنس بن مالكرضي‌الله‌عنه أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « ليردن عليّ الحوض رجال ممن صاحبني حتّى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ، اختلجوا دوني، فلأقولنّ أي ربِّ أصحابي أصحابي، فليقالن لي إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ».

وفي رواية « ليردن عليّ أناس من أُمّتي » ـ الحديث ـ وفي آخره: « فأقول سحقاً