7%

الماديين، فإنّ محور الجهود الّتي يبذلها مؤسسو تلك الحكومات هو قيام مملكة خاصّة، وتأسيس حكومة وراثية، ثم استنتج من هذا الشرط أنّ عقيدة الشيعة بالإمامة الموروثة على خلاف هذا الشرط(١) .

أقول : إنّ الشيعة الإمامية عن بكرة أبيهم لم يقولوا بالحكومة الوراثية، وإنّما هي تهمة أُلصقت بهم بسبب الجهل بمعتقداتهم، فإنّ الشيعة وإن قالت بأنّ الإمام المفترضة طاعته بعد علي، هو ابنه الحسن، فالحسين، وهكذا، ولكنّه ليس لأجل أنّهما ولدا الإمام علي بن أبي طالب، وإنّما لأجل التنصيص على إمامتهما من جانب الرسول خلال حياته، بقوله: « الحسن والحسين ابناي إمامان قاما أو قعدا »(٢) . ولو قالت الشيعة بأنّ الإمام بعد الحسين هو ابنه علي بن الحسين لا من جهة أنّه ولده ووارثه، بل لأجل التنصيب من الله سبحانه لهم، ولو كانت الوراثة هي المحور للإمامة لكان أخو الإمام الحسين، أعني: محمد بن الحنفية أَوْلى بها من علي بن الحسين، لأنّه ابن الإمام أمير المؤمنين علي، وأكبر سناً من ابن الحسين علي السجاد.

وعلى ذلك، فالشيعة تعتقد بإمامة الأئمّة الاثني عشر أوّلهم أمير المؤمنينعليه‌السلام وآخرهم الإمام القائم الّذي أخبر عنه الرسول وعن غيبته وظهوره وقيامه في كلماته، وقد ملأت كتب الفريقين أحاديثه، وذلك لأجل وجود النص على إمامة هؤلاء من النبي الأكرم ومن كلّ إمام بالنسبة إلى إمام بعده، فباكتمال العدد الاثني عشر، انتهت الإمامة التنصيصية، فلو كانت الإمامة عندهم بملاك الوراثة لوجبت إدامة الإمامة، إدامة وراثية من أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأولاد الأئمّة

__________________

(١) صورتان متضادتان: ١٢.

(٢) أو أبناي هذان رواه أعلام الفريقين: لاحظ « أهل البيت » تأليف أبو علم طبع مطبعة السعادة بالقاهرة.