المطّلعين على عقيدة تلك الطائفة، وانّ علماء الشيعة مستعدون للبحث والنقاش والحوار الصحيح الّذي دعا إليه القرآن الكريم في كل مكان وزمان بشرط أن يكون المؤتمر محايداً حراً غير منحاز إلى فئة دون فئة، وسياسة دون سياسة، فعند ذلك ستتجلّى الحقيقة ويرى إخواننا أهل السنّة أنّ هناك مشتركات بين الطائفتين تزيد على مفترقاتهما القليلة، وأنّ ما يجمعنا أكثر ممّا يفرقنا، كما تتجلّى قوّة منطق الشيعة في مورد المفترقات( فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ ) (١) .
هذا كلّه حول الشرط الثالث، وإليك الشرط الرابع الّذي هو آخر الشرائط الأربعة للنبوّة الخالدة.
قال الكاتب: الشرط الرابع: هو أن يكون النبيُّ بذاته مركز الهداية ومصدر القيادة ومحور العلاقة القلبية والانقياد الفكري للأُمّة، فتعتقد بكونه خاتم الرسل ولا تسمح لأحد بعده بالمشاركة في النبوّة والتشريع المطلق، ولا تعتقد في أحد آخر العصمة وتعتبره مورد الوحي ثم إنّه استنتج من هذا الشرط أنّ الشيعة الإمامية يخالفونه ويعتقدون بالأُمور التالية :
١. انّ خلفاء الرسول قد تمَّ تعيينهم من عند الله.
٢. وانّهم معصومون كالنبيّ.
٣. انّهم مفترضو الطاعة، وطاعتهم واجبة كطاعة الرسول.
٤. إنّ الملائكة تتردّد على الأئمّة ليلاً ونهاراً.
٥. انّ الأئمّة لهم الخيار في تحليل الأشياء وتحريمها.
__________________
(١) طه: ١٣٥.