3%

العصمة التي سنبيّنها في الأبحاث الآتية.

هذا منطق العقل، وأمّا منطق الوحي فهو يؤكد على مصونية النبي في تبليغ الرسالة في المجالات الثلاثة الماضية، وإليك بيان ذلك :

القرآن وعصمة النبي في مجال تلقي الوحي و

هناك آيات تدل على العصمة في ذلك المجال نذكرها واحدة بعد الأُخرى :

الآية الأُولى

( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ) .(١)

( إلّامَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ) (٢) .

( لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ) (٣) .

إنّ دلالة الآيات هذه على مصونية الرسل والأنبياء في مجال تلقي الوحي وما يليه من التحفظ والتبليغ تتوقف على توضيح بعض مفرداته :

١. قوله:( فَلا يُظْهِرُ ) من باب الافعال بمعنى الاعلام كما في قوله سبحانه:( وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ) (٤) .

٢. لفظة( مِن ) في قوله:( مِن رَّسُولٍ ) بيانية تبين المرضي عند الله ،

__________________

(١) الجن: ٢٦.

(٢) الجن: ٢٧.

(٣) الجن: ٢٨.

(٤) التحريم: ٣.