كتاب كريم
تفضّل به العلّامة الحجّة الأُستاذ المحقّق آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
ـ دام ظله ـ ننشره تقديراً لجهوده العلميّة الكبرى مشفوعاً
بالشكر والتكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) (١)
إنّ الواصف المطري مهما جدّ واجتهد، ومهما بلغ شأواً عظيماً في القدرة على التحديد والتوصيف، لا يتمكن من أن يصف كلامه سبحانه ويحدّده بما هو لائق به، كيف ؟ وهو كلام من لا يتناهى كمالاً وجمالاً، كما لا يتناهى علماً وقدرة.
فلو كانت هناك صلة بين الأثر والمؤثر وكان الأثر ظلاً له، فكلامه سبحانه لا يتناهى في الروعة والجمال، لكونه أثراً للكمال المطلق والجمال غير المتناهيين، وعند ذلك لا يجد الباحث معرفاً محدداً لكلامه أحسن ممّا ورد في الذكر الحكيم في هذا المضمار، قال سبحانه:( قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ) .
وقال سبحانه:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ) (٢) .
__________________
(١) المائدة: ١٥.
(٢) النساء: ١٧٤.