2%

مقدمة التعريب

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

وله الحمد والصلاة علىٰ محمد وآله الاطهار

الإسلام دين الإنسانيّة الخالد، يعالج بتشريعاته الحكيمة جميع شؤون الحياة ومشاكلها، وينظم بأحكامه العادلة مختلف الحقول الفرديّة والاجتماعيّة من سياسيّة واقتصاديّة وأخلاقيّة، ويخطّط لذلك كلّه وظائف روحيّة وجسميّة ويسيرُ في ذلِكَ كلّه مع الأجيال الصَّاعدة، لايتباطأ في مسيره مع الزّمان، ولا يعترضه الفتور أو السّكون حيث يؤسّس صرحه الشَّامخ المجيد علىٰ أساس من الطبيعة الإنسانيّة الأصيلة وسجاياها الفطريّة، فهو يساير الإنسانيّة ما كان في الوجود إنسان.

عصر الذّرّة والمثل الرّوحيّة:

وفي عصر الذّرة والعلم - علىٰ ما يقولون - حيث تستولي قوىٰ الأنانيّة الشرّيرة المتصارعة علىٰ الصّعيد الفردي والعالمي فتزيد الإنسانيّة قلقاً ووحشة واضطراباً بتطوّر الإختراعات المادّية الجبَّارة ورقيّها، يتعاظم الإحساس بالحاجة الىٰ التخلّق بالخصائص الرّوحيّة الخيّرة وتقوية العلائقبالله العظيم، ليصفو جوّ الإنسانيّة من النّكبات والكدورات وتتحوّل بذلك هذه الوسائل الماديّة الّتي أصبحت ويلاتٍ علىٰ البشريّة الىٰ بشائر الخير والسعادة والهناء، وتصبح الدّنيا الشرّيرة المتصارعة بذلك جَنّة النّعيم.

أهواء سَقِيمة:

والصلوات والأدعية، وهي من أهم الوظائف الروحية الإسلامية، إنما هي سبل التوجه إلىٰالله وتوثيق الصلة به، توحي للنفس الجري في مسالك الخير والسداد. فهي ليست نسكا أو فراراً من مشاكل الحياة. وإنما هي استمدادٌ منالله القدير في أزمات المسير، وأملٌبالله يبعث في الروح الحيوية والنشاط، وينير الطريق أمام المسالك في مناهج التقىٰ والرشاد. وأما الزيارات (وقد شنَّعت بها قِلَّةٌ من الأهواء السقيمة) فهي لاتَعدو أن تكون تقديراً وتبجيلاً لحماة الدين وعبادالله