وعن عليّعليهالسلام : « خير الناس بعد النبيّين أبو بكر ثمّ عمر ثمّ الله أعلم »(١) .
وعنهعليهالسلام لمّا قيل له : أما توصي؟ « ما أوصى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى أوصي ، ولكن إن أراد الله بالناس خيرا جمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيّهم على خيرهم »(٢) .
وأمّا الأمارات : فما تواتر في أيّام أبي بكر من اجتماع الكلمة وتألّف القلوب وتتابع الفتوح وقهر أهل الردّة وتطهير جزيرة العرب عن الشرك وإجلاء الروم عن الشام وأطرافها وطرد فارس عن حدود السواد وأطراف العراق مع قوّتهم وشوكتهم ووفور أموالهم وانتظام أحوالهم.
وفي أيّام عمر من فتح جانب المشرق إلى أقصى خراسان وقطع دولة العجم وثلّ عرشهم الراسبي البنيان الثابت الأركان ، ومن ترتيب الأمور وسياسة الجمهور وإفاضة العدل وتقوية الضعفاء ، ومن إعراضه عن متاع الدنيا وطيّباتها وملاذّها وشهواتها.
وفي أيّام عثمان من فتح البلاد وإعلاء لواء الإسلام وجمع الناس على مصحف واحد ، مع ما كان له من الورع وتجهيز جيوش المسلمين والاتّفاق في نصرة الدين والمهاجرة هجرتين وكونه ختنا للنبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم على ابنتين والاستحياء من أدنى شين ، ولشرفه بقوله عليه الصلاة والسّلام : « عثمان رفيقي في الجنّة »(٣) وقولهصلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّه يدخل الجنّة بغير حساب(٤) »(٥) .
[ ذكر بعض الأدلة على إمامة عليّعليهالسلام ]
اعلم أنّ العلاّمةرحمهالله قد ذكر في الألفين ألف دليل على إمامة سيّد الوصيّين
__________________
(١) « سنن ابن ماجة » ١ : ٣٩ ، ح ١٠٦.
(٢) ذكره القوشجي في « شرح تجريد العقائد » : ٣٧٩.
(٣) « كنز العمّال » ١١ : ٥٨٧ ، الرقم ٣٢٨٠٨ و ٣٢٨٥٥ ـ ٣٢٨٥٧.
(٤) انظر « الرياض النضرة في مناقب العشرة » ٣ : ٣٤.
(٥) انتهى ما نقله المصنّف عن الشارح القوشجي في « شرح تجريد العقائد » : ٣٦٧ ـ ٣٨٠.