فاستأذنت فأذن لي ، فلمّا دخلت قال لي ابتداء : « يا أبا محمّد ، قد عرفنا حاجتك وعلينا قضاء دينك » ، فلمّا أمسينا أتى بطعام للإفطار فأكلنا ، فقال : « يا أبا محمّد ، تبيت أو تنصرف؟ »
فقلت : يا سيّدي ، إن قضيت حاجتي فالانصراف أحبّ إليّ.
قال : فتناولعليهالسلام من تحت البساط قبضة فدفعها إليّ ، فخرجت فدنوت إلى السراج فإذا هي دنانير حمر وصفر فأوّل دينار وقع بيدي ورأيت نقشه ، كان عليه : « يا أبا محمّد ، الدنانير خمسون ، ستّة وعشرون منها لقضاء دينك ، وأربعة وعشرون لنفقة عيالك » ، فلمّا أصبحت فتّشت الدنانير فلم أجد ذلك الدينار وإذا هي لا تنقص شيئا(١) .
على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :
منها : ما روي أنّه جاء رجل إلى محمّد بن عليّ بن موسىعليهمالسلام ، فقال : يا ابن رسول الله ، إنّ أبي مات ، وكان له مال ولست أقف على ماله ولي عيال كثيرون وأنا من مواليكم فأغثني ، فقال أبو جعفرعليهالسلام : « إذا صلّيت العشاء الآخرة فصلّ على محمّد وآل محمّد فإنّ أباك يأتيك في النوم ويخبرك بأمر المال ».
ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم ، فقال : يا بنيّ ، مالي في موضع كذا فخذه واذهب إلى ابن رسول الله فأخبره أنّي دللتك على المال ، فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الإمام بأمر المال ، وقال : الحمد لله الذي أكرمك واصطفاك(٢) .
__________________
(١) المصدر السابق : ٣٨ ، ح ٢٢ ، نقلا عن « عيون أخبار الرضا » ٢ : ٢٣٥ ، ح ٢٩.
(٢) المصدر السابق ٥٠ : ٤٢ ، ح ٨.