3%

ثمّ أردت أن أنظر إلى بدنه هل فيه شيء من الأثر فقلت له : أحبّ أن تهب لي هذا القميص الذي عليك لأتبرّك به ، فنظر إليّ وتبسّم كأنّه علم ما أردت بذلك ، فقال : « أكسوك كسوة فاخرة ».

فقلت : لست أريد غير هذا القميص الذي عليك ، فخلعه وكشف لي بدنه كلّه ، فو الله ما رأيت له أثرا.

فخرّ المأمون ساجدا ووهب لياسر ألف دينار ، وقال : الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه ، ثمّ قال : يا ياسر ، كلّ ما كان من مجيء هذه الملعونة إليّ وبكائها بين يديّ فأذكره ، وأمّا مصيري إليه فلست أذكره.

فقال : ياسر ، والله ما زلت تضربه بالسيف وأنا وهذه ننظر إليك وإليه حتّى قطّعته قطعة قطعة ، ثمّ وضعت سيفك على حلقه فذبحته وأنت تزبد كما يزبد البعير.

فقال : الحمد لله ، ثمّ قال لي : والله لئن عدت بعدها في شيء ممّا جرى لأقتلنّك. الحديث(١) .

فصل [٩] : في بيان نبذ من معجزات سيّدنا ومولانا وإمامنا أبي الحسن النقيّ صلوات الله وسلامه عليه

على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن صالح بن سعيد قال : دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام فقلت : جعلت فداك في كلّ الأمور ، أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتّى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك.

فقال : « هاهنا أنت يا ابن سعيد » ، ثمّ أومأ بيده ، فقال : « أنظر » ، فنظرت فإذا بروضات آنقات ، وروضات ناضرات فيهنّ خيرات عطرات ، وولدان كأنّهنّ اللؤلؤ

__________________

(١) « بحار الأنوار » ٥٠ : ٦٩ ـ ٧١ ، ح ٤٧ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٣٧٢ ـ ٣٧٥ ، ح ٢.