3%

ثمّ قال : والحاصل أنّهم تنازعوا في المنتظر بعد وفاة العسكري على عشرين فرقة ، وأنّ الجمهور غير الإماميّة على أنّ المهديّ غير الحجّة. فذكر تمسّكهم بكون غيبة شخص هذه المدّة المديدة من خوارق العادة ، وأنّه لو كان هو لوصفه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك ، وأنّ المقرّر في الشريعة المطهّرة أنّ الصغير لا تصحّ ولايته فكيف تجوز إمامة من عمره خمس سنين؟! وكيف يصحّ أن يقال : إنّه أوتي الحكم صبيّا مع أنّه لم يخبر به؟! ولقد أحسن القائل :

ما آن للسرداب أن يلد الذي

كلّمتموه بجهلكم ما آنا

فعلى عقولكم العفاء فإنّكم

ثلّثتم العنقاء والغيلانا

وعن فرقة من الشيعة أنّ الإمام المهديّ هو أبو القاسم محمّد بن عليّ بن عمر بن الحسين السبط.

وعن فرقة أنّه محمّد بن الحنفيّة وأنّه بجبال رضوى(١) ، إلى غير ذلك.

ثمّ ذكر تعجّبه من قول الإماميّة من جهة كون مولانا صغيرا لم يظهر خرق العادة(٢) . ولا يخفى ما فيه بعد ملاحظة ما ذكرنا.

[ في أسرار الأئمّة عليهم السلام ]

ثمّ اعلم أنّه ذكر في بعض كتب الأخبار لسائر الأئمّة الأطهار أيضا نبذا من الأسرار في فصول أخر.

فصل [١] : في أسرار مولانا الحسن المجتبىعليه‌السلام

فمن ذلك أنّ معاوية لعنه الله لمّا أراد حرب عليّعليه‌السلام وجمع أهل الشام سمع بذلك ملك الروم فقيل له : رجلان قد خرجا يطلبان الملك ، فقال : من أين؟ فقيل له :

__________________

(١) المصدر السابق : ١٦٨.

(٢) المصدر السابق : ١٦٩.