عن عليّ السائي عن أبي الحسن الأوّل موسىعليهالسلام ، قال : قال : « مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع ، وهو أفضل علمنا ولا نبيّ بعد نبيّنا »(١) .
عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي الحسن : روّينا عن أبي عبد اللهعليهالسلام أنّه قال : « علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع » ، فقال : « أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا ، وأمّا المزبور فما يأتينا ، وأمّا النكت في القلوب فإلهام ، وأمّا النقر في الأسماع فأمر الملك »(٢) .
عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد اللهعليهالسلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله فأخبره بها ، ثمّ دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر [ به ] الأوّل ، فدخلني من ذلك ما شاء الله حتّى كأنّ قلبي يشرح بالسكاكين ، فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه ، وجئت إلى هذا الخطأ كلّه ، فبينا أنا كذلك إذا دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي ، فسكنت نفسي فقلت : إنّ ذلك منه تقيّة قال : ثمّ التفت إليّ فقال : « يا ابن أشيم! إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داودعليهالسلام فقال :( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) ،(٣) وفوّض إلى نبيّهصلىاللهعليهوآلهوسلم وقال :( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ،(٤) فما فوّض إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فوّضه إلينا »(٥) .
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٢٦٤ ، باب جهات علوم الأئمّةعليهمالسلام ، ح ١.
(٢) المصدر السابق ، ح ٣.
(٣) ص (٣٨) : ٣٩.
(٤) الحشر (٥٩) : ٧.
(٥) « الكافي » ١ : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، باب التفويض إلى رسول الله ، ح ٢.