بني أميّة عليهم اللعنة »(١) .
فمن ذلك ما رواه محمّد بن مسلم قال : كنت عند أبي جعفرعليهالسلام إذ وقع عليه ورشانان ثمّ هدلا ، فردّ عليهما فطارا ، فقلت : جعلت فداك ما هذا؟ فقال : « هذا طائر ظنّ في زوجته سوء فحلفت له فقال لها : لا أرضى إلاّ بمولاي محمّد بن عليّ ، فجاءت فحلفت له بالولاية أنّها لم تخنه فصدّقها ، وما من أحد يحلف بالولاية إلاّ صدق ، إلاّ الانسان فإنّه حلاّف مهين »(٢) .
ومن ذلك : ما رواه ميسر قال : قمت بباب أبي جعفرعليهالسلام فخرجت جارية جلاسيّة ، فوضعت يدي على رأسها فناداني من أقصى الدار : « ادخل لا أبا لك ، فلو كانت الجدران تحجب أبصارنا عنكم كما تحجب أبصاركم عنّا ، لكنّا نحن وإيّاكم سواء »(٣) .
ومن ذلك : ما رواه محمّد بن مسلم قال : خرجت مع أبي جعفرعليهالسلام إلى مكان يريده فسرنا فإذا ذئب قد انحدر من الجبل وجاء حتّى وضع يده على قربوس السرج وتطاول فخاطبه وقال له الإمامعليهالسلام : « ارجع فقد فعلت » ، قال : فرجع الذئب مهرولا ، فقلت : يا سيّدي ، ما شأنه؟ فقالعليهالسلام : « ذكر أنّ زوجته قد عسرت عليها الولادة فسأل لها الفرج ، وأن يرزقها الله ولدا لا يؤذي دوابّ شيعتنا ، فقلت له : اذهب فقد فعلت ».
قال : ثمّ سرنا فإذا قاع محدب يتوقّد حرّا وهناك عصافير يتطايرون ودرن حول بغلته فزجرها ، وقال : « لا ولا كرامة » ، قال : ثمّ سار إلى مقصده ، فلمّا رجعنا من الغد وعدنا إلى القاع فإذا العصافير قد طارت ودارت حول بغلته ورفرفت فسمعته يقول :
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) المصدر السابق : ٨٩ ـ ٩٠ ، مع اختلاف يسير.
(٣) المصدر السابق : ٩٠.