فقال : « وأنا أيضا أعلمه من علم الله » ، قال : فلمّا رجعت أمّ جعفر قلت له : يا سيّدي ، وما كان إكبار النسوة ، قال : « ما حصل لأمّ الفضل ، فعلمت أنّه الحيض »(١) .
فمن ذلك : ما رواه محمّد بن الحسن الحصيني ، قال : حضر مجلس المتوكّل ـ لعنه الله ـ مشعبذ هندي ، فلعب عنده بالحقق فأعجبه ، فقال له المتوكّل : يا هندي ، الساعة يحضر مجلسنا رجل شريف فإذا حضر فالعب عنده بما يخجله ، قال : فلمّا حضر أبو الحسنعليهالسلام المجلس لعب الهنديّ ، فلم يلتفت إليه ، فقال له : يا شريف ، ما يعجبك لعبي كأنّك جائع.
ثمّ أشار إلى صورة مدوّرة في البساط على شكل الرغيف ، وقال : يا رغيف ، مرّ إلى هذا الشريف ، فارتفعت الصورة فوضع أبو الحسن يده على صورة سبع في البساط ، وقال : « قم فخذ هذا » ، فصارت الصورة سبعا وابتلع الهنديّ وعاد إلى مكانه في البساط ، فسقط المتوكّل لوجهه ، وهرب من كان قائما(٢) .
ومن ذلك : ما رواه محمّد بن داود القمّي ومحمّد الطلحي قالا : حملنا مالا من خمس ونذور ، وهدايا وجواهر اجتمعت في قم وبلادها ، وخرجنا نريد بها سيّدنا أبا الحسن الهادي ، فجاءنا رسوله في الطريق أن ارجعوا فليس هذا وقت الوصول إلينا ، فرجعنا إلى قم وأحرزنا ما كان عندنا فجاءنا أمره بعد أيّام « أن أنفذنا إليكم إبلا غبراء ، فاحملوا عليها ما عندكم وخلّوا سبيلها » ، قال : فحملناها وأودعنا الله ، فلمّا كان من قابل قدمنا عليه ، فقال : « انظروا إلى ما حملتم إلينا » ، فنظرنا إذ المنائح كما هي(٣) .
__________________
(١) « مشارق أنوار اليقين » : ٩٨ ـ ٩٩ ؛ « بحار الأنوار » ٥٠ : ٨٣ ـ ٨٤ ، ح ٧.
(٢) المصدر السابق : ٩٩ ؛ « بحار الأنوار » ٥٠ : ٢١١ ، ح ٢٤.
(٣) المصدر السابق : ١٠٠ ؛ « بحار الأنوار » ٥٠ : ١٨٥ ، ح ٦٢.