جحدهم كمن جحد الله ».
ثمّ قال : « اخفض طرفك يا عليّ » ، فرجعت محجوبا كما كنت(١) .
ومن ذلك : ما رواه الحسن بن حمدان ، عن أبي الحسن الكرخي ، قال : كان أبي بزّازا في الكرخ فجهّزني بقماش إلى سرّ من رأى ، فلمّا دخلت إليها جاءني خادم وناداني باسمي واسم أبي ، وقال : أجب مولاك ، فقلت : ومن مولاي حتّى أجيبه؟
فقال : ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين ، قال : فتبعته فجاء بي إلى دار عظيمة البناء لا أشكّ أنّها الجنّة ، وإذا رجل جالس على بساط أخضر ونور جماله يغشي الأبصار ، فقال لي : « إنّ فيما حملت من القماش حبرتين : إحداهما في مكان كذا والأخرى في مكان كذا ، في السفط الفلاني ، ففي كلّ واحدة منهما رقعة مكتوبة فيها ثمنها وربحها ، وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون دينارا وربحه ديناران ، وثمن الأخرى ثلاثة عشر دينارا والربح كالأولى فاذهب فأت بهما ».
قال الرجل : فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه ، فقال لي : « اجلس » ، فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالا لهيبته ، قال : فمدّ يده إلى طرف البساط وليس هناك شيء ، فقبض قبضة ، وقال : « هذا ثمن حبرتيك وربحهما » ، قال : فخرجت وعددت المال في الباب فكان المشترى والربح كما كتب أبي لا يزيد ولا ينقص(٢) .
فمن ذلك : ما رواه الحسن بن حمدان عن حكيمة بنت محمّد بن عليّ الجوادعليهماالسلام قالت : كان مولد القائمعليهالسلام ليلة النصف من شعبان سنة ٢٥٦(٣) وأمّه نرجس بنت ملك الروم قالت حكيمة : فلمّا وضعته سجد ، وإذا على عضده مكتوب بالنور( جاءَ الْحَقُ
__________________
(١) « مشارق أنوار اليقين » : ١٠٠ ـ ١٠١ ؛ « بحار الأنوار » ٥٠ : ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، ح ٨١.
(٢) المصدر السابق : ١٠١ ؛ « بحار الأنوار » ٥٠ : ٣١٤ ـ ٣١٥ ، ح ١٢.
(٣) في المصدر : « سنة ٢٥٠ ».