وَزَهَقَ الْباطِلُ ) (١) .
قالت : فجئت به إلى الحسنعليهالسلام فمسح يده الشريفة على وجهه وقال : « تكلّم يا حجّة الله ، وبقيّة الأنبياء وخاتم الأوصياء وصاحب الكرّة البيضاء والمصباح من البحر العميق الشديد الضياء ، تكلّم يا خليفة الأنبياء ، ونور الأوصياء ، فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله وأشهد أنّ عليّا وليّ الله ».
ثمّ عدّ الأوصياء إليه فقال له الحسنعليهالسلام : « اقرأ ما نزل على الأنبياء » ، فابتدأ بصحف إبراهيم فقرأها بالسريانيّة ، ثمّ قرأ كتاب نوح وإدريس وكتاب صالح وصحف إبراهيم وتوراة موسى وإنجيل عيسى وفرقان محمّد صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، ثمّ قصّ قصص الأنبياء إلى عهدهعليهالسلام .(٢)
اعلم أنّه قد ورد في « الكافي » في باب لزوم الحجّة أخبار ينبغي ذكر بعضها على وجه الاختصار من غير أن يستلزم التكرار.
فأقول : قد روي فيه عن عبد الله الأشعري ، عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال : قال لي أبو الحسن موسى بن جعفرعليهالسلام : « إنّ لله على الناس حجّتين : حجّة ظاهرة وحجّة باطنة : فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمّةعليهمالسلام ، وأمّا الباطنة فالعقول »(٣) . إلى غير ذلك من الأخبار.
وفيه في باب لزوم الحجّة : عن يونس بن يعقوب قال : كان عند أبي عبد اللهعليهالسلام جماعة من أصحابه وفيهم هشام بن الحكم وهو شابّ ، فقال أبو عبد اللهعليهالسلام : « يا هشام ، ألا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟ » فقال هشام :
__________________
(١) الإسراء (١٧) : ٨١.
(٢) « مشارق أنوار اليقين » : ١٠١ ـ ١٠٢.
(٣) « الكافي » ١ : ١٦ ، كتاب العقل والجهل ، ح ١٢.