ولم تجبني بشيء ، فقال : « بكّر عليّ غدوّا المنزل » ، فغدوت عليه ، فقالعليهالسلام : « سل عن حاجتك ».
فقلت : إنّي جعلت لله عليّ نذرا أو صياما أو صدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك ألاّ أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّدصلىاللهعليهوآلهوسلم أم لا؟ فإن كنت أنت رابطتك ، وإن لم تكن أنت سرت في الأرض فطلبت المعاش.
فقال : « يا حكم ، كلّنا قائم بأمر الله ». قلت : فأنت المهديّ؟ قال : « كلّنا نهدي إلى الله » ، قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : « كلّنا صاحب السيف ، ووارث السيف ».
قلت : فأنت الذي تقتل أعداء الله ، ويعزّ بك أولياء الله ، ويظهر بك دين الله؟ فقال : « يا حكم ، كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين سنة ، وإنّ صاحب هذا الأمر أقرب عهدا باللبن منّي وأخفّ على ظهر الدابّة ».(١)
ولد النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأوّل في عام الفيل يوم الجمعة مع الزوال.
وروي أيضا عند طلوع الفجر قبل أن يبعث بأربعين سنة(٢) .
في نسب الأئمّةعليهمالسلام وزمان ولادتهم ووفاتهم ومدّة حياتهم :
ولد أمير المؤمنينعليهالسلام بعد عام الفيل بثلاثين سنة ، وقتلعليهالسلام في شهر رمضان لتسع بقين منه ، ليلة الأحد سنة أربعين من الهجرة وهو ابن ثلاث وستّين سنة ، فبقي بعد
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٥٣٦ ، باب أنّ الأئمّةعليهمالسلام كلّهم قائمون بأمر الله ، ح ١.
(٢) المصدر السابق : ٤٣٩ ، باب مولد النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ووفاته.