عن يمان التمّار قال : كنّا عند أبي عبد اللهعليهالسلام جلوسا ، فقال لنا : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسّك فيها بدينه كالخارط للقتاد » ، ثمّ قال هكذا بيده : « فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده؟ » ثمّ أطرق مليّا ، ثمّ قال : « إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتّق الله عبد وليتمسّك بدينه »(١) .
عن عليّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفرعليهالسلام قال : « إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد ، يا بنيّ ، إنّه لا بدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتّى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ، إنّما هي محنة من الله عزّ وجلّ امتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصحّ من هذا لاتّبعوه ».
قال : فقلت : يا سيّدي ، من الخامس من ولد السابع؟ فقال : « يا بنيّ ، عقولكم تصغر عن هذا ، وأحلامكم تضيق عن حمله ، ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه »(٢) .
عن محمّد بن المساور ، عن المفضّل بن عمر قال : سمعت أبا عبد اللهعليهالسلام يقول : « إيّاكم والتنويه ، أما والله ليغيبنّ إمامكم سنينا من دهركم ، ولتمحّصنّ حتّى يقال : مات ، أو قتل ، أو هلك ، بأيّ واد سلك ، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين ، ولتكفأنّ كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه ، ولترفعنّ اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أيّ من أيّ » ، فبكيت ثمّ قلت : فكيف نصنع؟ قال : « فنظر إلى شمس داخلة في الصفّة(٣) » ، فقال : « يا أبا عبد الله! ترى هذه الشمس؟ » قلت : نعم ، فقال : « والله لأمرنا أبين من هذه الشمس »(٤) .
__________________
(١) المصدر السابق : ٣٣٥ ـ ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ١.
(٢) المصدر السابق ١ : ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ٢ ؛ « كمال الدين » : ٣٥٩ ـ ٣٦٠ ، باب ٣٤ ، ح ١.
(٣) الصفّة من البنيان : شبه البهو الواسع الطويل السمك ، جمعها : صفف مثل غرفة وغرف.
(٤) « الكافي » ١ : ٣٣٦ ، باب في الغيبة ، ح ٣ ؛ « الغيبة » للطوسي : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، ح ٢٨٥.