3%

وعليك السّلام يا ملك الموت ، أداع أم ناع؟ قال : بل داع يا إبراهيم ، فأجب ، قال إبراهيم : فهل رأيت خليلا يميت خليله؟

قال : فرجع ملك الموت حتّى وقف بين يدي الله ، فقال : إلهي قد سمعت خليلك إبراهيم ، فقال الله جلّ جلاله : اذهب إليه وقل : هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه! إنّ الحبيب يحبّ لقاء حبيبه »(١) .

ومنها : ما روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه كتب لمحمّد بن أبي بكر : « عباد الله ، إنّ الموت ليس منه فوت فاحذروا قبل وقوعه ، فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم من الشهوات ، وكفى بالموت واعظا ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول : أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللذّات ، حائل بينكم وبين الشهوات »(٢) .

ومنها : ما روي عن أبي محمّد العسكري عن آبائهعليهم‌السلام قال : « جاء رجل إلى الصادقعليه‌السلام فقال : قد سئمت الدنيا فأتمنّى على الله الموت ، فقالعليه‌السلام : تمنّ الحياة لتطيع لا لتعصي ، فلأن تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلا تعصي ولا تطيع »(٣) .

ومثله ما روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال لمن عاده وهو شاكّ فتمنّى الموت : « لا تمنّ الموت ، فإنّك إن تك محسنا تزدد إحسانا إلى إحسانك ، وإن كنت مسيئا فتؤخّر لتستغفر »(٤) .

فصل [٢] : في ملك الموت الذي قال الله تعالى في حقّه :( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ ) (٥) . ونحوه ممّا فسّر بأنّ الله المحيي المميت

__________________

(١) « بحار الأنوار » ٦ : ١٢٧ ، ح ٨ ، نقلا عن « الأمالي » للصدوق : ١٦٤ ، المجلس ٣٦ ، ح ١.

(٢) « بحار الأنوار » ٦ : ١٣٢ ، ح ٣٠ ، نقلا عن « الأمالي » للطوسي : ٢٧ ، المجلس ١ ، ح ٣١.

(٣) « بحار الأنوار » ٦ : ١٢٨ ، ح ١٥ ، نقلا عن « عيون أخبار الرضا » ٢ : ٣ ، باب ٣٠ ، ح ٣.

(٤) « بحار الأنوار » ٦ : ١٢٨ ، ح ١٦ ، نقلا عن « الأمالي » للطوسي : ٣٨٥ ، المجلس ١٣ ، ح ٨٣٧.

(٥) السجدة (٣٢) : ١١.