من بعده جبله إلاّ نفخ فيه من إحدى الروحين ، وجعل النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم من إحدى الطينتين » ، قلت لأبي الحسن الأوّلعليهالسلام ما الجبل؟ فقال : « الخلق غيرنا أهل البيت ، فإنّ الله عزّ وجلّ خلقنا من العشر طينات ، ونفخ فينا من الروحين جميعا فأطيب بها طيبا »(١) .
وروى غيره عن أبي الصامت قال : طين الجنان : جنّة عدن وجنّة المأوى وجنّة النعيم والفردوس والخلد ، وطين الأرض مكّة والمدينة والكوفة وبيت المقدس والحائر(٢) . وقريب بمضمون ما ذكر غيره.
عن أبي حمزة الثمالي قال : دخلت على عليّ بن الحسينعليهالسلام فاحتبست في الدار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئا ، وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت ، قلت : جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقطه أيّ شيء هو؟ قال : « فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا ولأولادنا » ، فقلت : جعلت فداك وإنّهم ليأتونكم؟ فقال : « يا با حمزة ، وإنّهم ليزاحمونا على تكأتنا »(٣) .
عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسنعليهالسلام قال : سمعته يقول : « ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه إلاّ بدأ بالإمام فعرض ذلك عليه ، وأنّ مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الأمر »(٤) .
وفي خبر آخر ، عن مسمع كردين البصري بعد قوله : إنّي إذا أكلت عندكم لم أتأذّ به ، فقال : « يا با سيّار ، إنّك تأكل طعام قوم صالحين ، تصافحهم الملائكة على فرشهم » ، قال : قلت : ويظهرون لكم؟ قال : فمسح يده على صبيانه ، فقال : « هم ألطف
__________________
(١) المصدر السابق ، ح ٣.
(٢) المصدر السابق : ٣٩٠ ، ذيل ح ٣.
(٣) المصدر السابق : ٣٩٣ ـ ٣٩٤ ، باب أنّ الأئمّة تدخل الملائكة بيوتهم ، ح ٣.
(٤) المصدر السابق ، ح ٤.