سبيل الله ما تقولون فينا؟ قالوا : آمنّا وصدّقنا يا ابن رسول الله »(١) .
ومنها : ما روي عن داود بن الكثير الرقّي عن أبي عبد اللهعليهالسلام : لمّا صالح الحسن بن عليّعليهماالسلام معاوية جلسا بالنخيلة ، فقال معاوية : يا أبا محمّد ، بلغني أنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخرص النخل ، فهل عندك من ذلك علم ، فإنّ شيعتكم يزعمون أنّه لا يعزب عنكم علم شيء لا في الأرض ولا في السماء؟ فقال الحسنعليهالسلام : « إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم كان يخرص كيلا وأنا أخرص عددا » ، فقال معاوية : كم في هذه النخلة؟ فقال الحسنعليهالسلام : « أربعة آلاف بسرة وأربع بسرات » ، فأمر معاوية بها فصرمت وعدّت ، فجاءت أربعة آلاف وثلاث بسرات ، فقال : « والله ما كذبت ولا كذبت » ، فنظر فإذا في يد عبد الله بن عامر كويز بسرة » الحديث(٢) .
على وفق ما انتخبت من كتاب « بحار الأنوار » وهي كثيرة :
منها : ما روي أنّه دخل على الحسينعليهالسلام رجل شابّ يبكي ، فقال له الحسينعليهالسلام : « ما يبكيك؟ » قال : إنّ والدتي توفّيت في هذه الساعة ولم توص ولها مال ، وكانت قد أمرتني أن لا أحدث في أمرها شيئا حتّى أعلمك خبرها ، فقال الحسينعليهالسلام : « قوموا حتّى نصير إلى هذه الحرّة » ، فقمنا معه حتّى انتهينا إلى باب البيت الذي توفّيت فيه المرأة مسجّاة ، فأشرف على البيت ودعا الله ليحييها حتّى توصي بما تحبّ من وصيّتها ، فأحياها الله وإذا المرأة جلست وهي تتشهّد ، ثمّ نظرت إلى الحسينعليهالسلام فقالت : ادخل البيت يا مولاي ومرني بأمرك ، فدخل وجلس على مخدّة ، ثم قال لها : « وصي رحمك الله » ، فقالت : يا ابن رسول الله ، لي من المال كذا وكذا في
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٣ : ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ، ح ٨.
(٢) المصدر السابق : ٣٢٩ ـ ٣٣٠ ، ح ٩.