ونحبّ أن تنال منه لنسرّ بذلك ، فإذا بجانب الفسطاط طبق عظيم وأطباق معه فيها عنب ورمّان وموز وفاكهة كثيرة ، فدعا أبو محمّدعليهالسلام من كان معه فأكل وأكلوا من تلك الفاكهة »(١) .
على وفق ما انتخبت من كتاب « البحار » وهي كثيرة :
منها : ما روي أنّه كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفرعليهالسلام وكان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفرعليهالسلام يقول له : يا محمّد ، ألا ترى أنّي إنّما أجيء مجلسك حياء منّي منك ، ولا أقول : إنّ أحدا في الأرض أبغض إليّ منكم أهل البيت ، وأعلم أنّ طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم ، ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ ، فإنّما اختلافي إليك لحسن أدبك. وكان أبو جعفرعليهالسلام يقول له خيرا ويقول : « لن تخفى على الله خافية » ، فلم يلبث الشامي إلاّ قليلا حتّى مرض واشتدّ وجعه ، فلمّا ثقل دعا وليّه وقال له : إذا أنت مددت عليّ الثوب فائت محمّد بن عليّعليهالسلام وسله أن يصلّي عليّ ، وأعلمه أنّي أنا الذي أمرتك بذلك.
قال : فلمّا أن كان في نصف الليل ظنّوا أنّه قد مات وسجّوه ، فلمّا أن أصبح الناس خرج وليّه إلى المسجد ، فلمّا أن صلّى محمّد بن عليّعليهماالسلام وتورّك ـ وكان إذا صلّى عقّب في مجلسه ـ قال : يا أبا جعفر ، إنّ فلانا الشامي قد هلك وهو يسألك أن تصلّي عليه ، فقال أبو جعفر : « كلاّ ، إنّ بلاد الشام بلاد صرد والحجاز بلاد حرّ ولهبها شديد فانطلق فلا تعجلنّ على صاحبك حتّى آتيكم » ، ثمّ قام من مجلسه فأخذ وضوء ، ثمّ
__________________
(١) المصدر السابق ٤٦ : ٤٥ ، ح ٤٥ ، نقلا عن « الأمان من أخطار الأسفار والأزمان » : ١٣٥.