3%

الكتاب ، فما رأيته ضاحكا ولا مسرورا حتّى وافى الكوفة ، فلمّا وافينا الكوفة ليلا بتّ ليلتي فلمّا أصبحت أتيته إعظاما له ، فوجدته قد خرج عليّ وفي عنقه كعاب قد علّقها وقد ركب قصبة وهو يقول :

أجد منصور بن جمهور

أميرا غير مأمور

وأبياتا من نحو هذا.

فنظر في وجهي فنظرت في وجهه ، فلم يقل لي شيئا ولم أقل له وأقبلت أبكي لما رأيته واجتمع عليّ وعليه الصبيان والناس ، جاء حتّى دخل الرحبة وأقبل يدور مع الصبيان والناس يقولون : جنّ جابر بن يزيد ، فو الله ما مضت الأيّام حتّى ورد كتاب هشام بن عبد الملك إلى واليه : أن انظر رجلا يقال له جابر بن يزيد الجعفي ، فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه ، فالتفت إلى جلسائه فقال لهم : من جابر بن يزيد الجعفي؟ قالوا : أصلحك الله كان رجلا له علم وفضل وحديث وحجّ فجنّ ، وهو ذا في الرحبة مع الصبيان على القصب يلعب معهم ، قال : فأشرف عليه فإذا هو مع الصبيان يلعب على القصب ، فقال : الحمد لله الذي عافاني من قتله ، قال : ولم تمض الأيّام حتّى دخل منصور بن جمهور الكوفة وصنع ما كان يقول جابر(١) .

فصل [٥] : في بيان نبذ من معجزات مولانا وسيّدنا أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام

على وفق ما انتخبت من « بحار الأنوار » وهي أيضا كثيرة :

منها : ما روي عن حنان بن سدير يقول : سمعت أبي ـ سدير الصيرفي ـ يقول : رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيما يرى النائم وبين يديه طبق مغطّى بمنديل ، فدنوت منه وسلّمت عليه فردّ السّلام ، ثمّ كشف المنديل عن الطبق فإذا فيه رطب فجعل يأكل

__________________

(١) المصدر السابق ٤٦ : ٢٨٢ ـ ٢٨٣ ، ح ٨٥ ، نقلا عن « الكافي » ١ : ٣٩٦ ـ ٣٩٧ ، باب أنّ الجنّ يأتيهم فيسألونهم عن معالم دينهم ، ح ٧.