ولكن يرتضيه العقل السليم
وبالنسبة لقصّة الغار ، فلسنا الوحيدين في هذا المجال ، فقد جاء على لسان بعض علماء أهل السنّة ما يلي : إنّ رسول اللهصلىاللهعليهوآله أمر علياً فنام على فراشه ، وخشي من أبي بكر أن يدلهم عليه ، فأخذه معه ، ومضى إلى الغار(١)
وأيضاً يذكر الطبري في تاريخه : « إنّ أبا بكر كان لا يعلم بهجرة النبيّصلىاللهعليهوآله ، فعندما سأل الإمام عليعليهالسلام ، أخبره بذلك ، أسرع ليلتقي بالنبيّصلىاللهعليهوآله ، فرآه في الطريق ، فأخذه النبيّ معه »(٢) ، فترى أنّ النبيّصلىاللهعليهوآله إنّما أخذ أبا بكر على غير ميعاد
وأمّا أنّهصلىاللهعليهوآله لماذا لم يفضح أمر أبي بكر في المدينة ؟ فهذا يدخل في ضمن المصالح التي كان يراعيها النبيّصلىاللهعليهوآله في مقابل المنافقين ، لأجل الحفاظ على المجتمع الإسلامي من خطر التشتت والانهيار ، إذ كان الناس جديدي عهد بالدين ، فلم يكن من مصلحتهم أن يبادرهم بهذا الأمر
ثمّ تلك الفقرة من الآية :( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) لا تدلّ على فضيلة ثابتة ، أو منقبة خاصّة ، بل قد ثبت عند علماء المعاني والبيان : أنّ التأكيد يدلّ على شكّ المخاطب ، وعدم يقينه للموضوع ، أو توهّمه خلاف ذلك ، والآية مؤكّدة بـ « أنّ » ، فيظهر أنّ مخاطب النبيّصلىاللهعليهوآله كان شاكّاً في الحقّ ، وهذا أيضاً من بديهيات اللغة العربية !!
« سلمان ـ البحرين ـ »
س : سؤالي بالنسبة لقول الإمام جعفر الصادق : « ولدني الصدّيق مرّتين » ، هل هذا حديث صحيح ؟
______________________
(١) النور والبرهان ، كما في ليالي بيشاور : ٣٥٤
(٢) تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ١٠٠